تعتبر من أهم الروافد التراثية، ورمزا من رموز الهوية الحضارية والاجتماعية والثقافية، وفضاء فسيحا لصقل الإبداعات الهائلة التي تبرزها مختلف المنتجات الحرفية المتأصلة بمنبعها وجذورها، من خلال التصميم والتشكيل وتفنن الحرفيين في منحها رونقا وجمالا يترجم مدلولات اجتماعية عميقة. من أشهر الصناعات التقليدية في سطيف نجد:
تعتبر صناعة الزرابي من أبرز الصناعات النسيجية على اختلافها وتنوع أحجامها، وتعد غاية في الهندسة والألوان المتناسقة، وحافظت المنطقة على هذا الموروث بالتواتر بني العائلات، ومن بني الأنواع:
1- زربية قرقور:
تعود أصولها إلى جبل قرقور، وهي من أقدم أنواع الزرابي المنسوجة بالجزائر، تتميز بانسجام ألوانها وتوازن أشكالها، ولمستها الفنية والجمالية، احتفظ أطرافها لمسات رشيقة تشبه في تقنياتها إلى حد كبير الطرز التركي، كما تميزها أيضا قلادات مزينة بمعلقين معكوفين نحو الداخل، أما المادة الأولية التي تنتج ّ منها، فتتمثل في الصوف ذي الجودة العالية، ما أهلها لتكون حاضرة دوما في المعارض والمحافل.
2- الحايك المرقوم:
ينتشر هذا النوع من الصناعة النسيجية في منطقتي بوطالب وبني ورتيلان، ينسج بطريقة تقليدية من الصوف الخام، ويتميز هذا الحايك خطوط بسيطة متنوعة الألوان ومتناسقة.
3- الفراش البوطالبي:
تنفرد بهذه الحرفة منطقة بوطالب، وينسج الفراش البوطالبي الذي يستعمل عادة في المساجد والحمامات والمنازل، بالطريقة نفسها التي ينسج بها الحايك المرقوم، إلا أن مادتها الأولية هي حلفاء الحضنة، كما تميزه أيضا ثلاثة ألوان ممثلة في الأصفر، البني والأخضر.
يعد اللباس التقليدي سفيرا دائما لعادات كل منطقة وتقاليدها، لذا تسعى سطيف للحفاظ على هذا الموروث الأصيل، ومن أهم ما تشتهر به عروس الهضاب العليا من ألبسة نسوية نجد:
1- البنوار السطايفي:
وهو فستان عريض ذو أصول سطايفية محضة، يلبس في سائر الأيام وحافظ على أصالته وعراقته في كل تفاصيل خياطته وطريقة ارتدائه، رغم ما أدخل عليه من تعديلات في الألوان وحتى التصميم، وهو يتكون من قطعتين الأولى سطحية وتحمل تزيينات زهرية والثانية داخلية تسمى الجيبون، وعادة ما تكون من قماش حريري ذو لون أبيض يمنح تميزا وسمة رائعة لهذا اللباس الذي يعطي طابع الأصالة لمرتديته.
2- الملالية:
التي ترتديها السيدات، وهي تتميز بلونها الأسود، بنقاب يغطي الوجه ولا تظهر منه سوى العيون، وغيرها من الألبسة المشهورة في المنطقة.
3- اللباس الرجالي:
أما اللباس الرجالي المميز للسطايفيين فهو السروال العروبي، الجليكة وهي عبارة عن قميص وسترة مطرز بالمجبود، القندورة، البرنوس والشاش.
الفضة حرفة منتشرة بمناطق سطيف، تعتبر صناعة الحلي ومنها الأقراط، والأساور والخواتم، تزين بألوان زاهية كما تنتشر فنون الطرز التي يعطى لها رونق خاص بلمسة سطايفية التي حتمل رموزا توحي بتفاني ِ الحرفيين، في حفظ التراث من الزوال والنسيان، والحفاظ على مكنونات الحضارة، ويعتبرونها حاملا لدالات ورسائل تراثية، وقد أصبح هذا النوع من الصناعة بالغ الأهمية في دعم القطاع الاقتصادي وترويج منتجات القطاع السياحي من الجانب الثقافي والاجتماعي والتراثي.
مازالت هذه الصناعات في سطيف تحظى بالاهتمام في أوساط العائلات والحرفيين، وهي رسالة للتعبير عن أهمية هذا الإرث الهام الذي تعتز به، لأنها تشكل جزءا من معالمها ورمزا من رموزها التي ّ تعد جواز سفر حضاري، بكل ما تحمله من أبعاد إنسانية وتراثية ّ وتاريخية، كما أنها تلقى اهتماما من طرف السياح والزوار. يتفنن النساء والرجال على السواء في تشكيل منتجات طينية رائعة تعبر عن تقاليد وعادات المنطقة منذ عصور بعيدة جدا، منها القدور والقصاع بمختلف الأحجام، إناء اللبن والماء، وخزانات بأحجام مختلفة لحفظ الماء ومزهريات التزيين وغيرها، وهي تزين بأشكال هندسية بسيطة متناسقة وبرموز بربرية مختلفة، عادة ما تكون عن الفصول والزرع والمعتقدات الاجتماعية السائدة، كما تحمل بعض الزخارف خطوطا رقيقة.
الصناعة الخشبية أو صناعة مواد من الخشب وتتمثل في الأدوات المنزلية والقصعة وغيرها من المنتجات المصنوعة من الخشب.